بعدما تشابهت الظروف | هل تتكرر المعجزة الدنماركية في يورو 20 كما حدث منذ 29 عاما ؟

كتب :  يوسف حمدي 

في يورو 1992 منتخب الدنمارك فشل في التأهل للبطولة، ولكن قبل البطولة بأيام بيقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم استبعاد منتخب يوغوسلافيا لارتكاب جرائم ضد البوسنة، ويتم بعدها توجيه بطاقة دعوة لمنتخب الدنمارك للمشاركة بدلًا من يوغوسلافيا.

في البداية كان الكل في الدنمارك رافض والسبب إن المنتخب مش جاهز وإيه الفايدة من السفر عشان نلعب 3 ماتشات نخسرهم ونرجع تاني، لكن مدرب المنتخب المغمور وقتها ريتشارد مولر نيلسن قرر يخوض الرحلة، وفي نفس الوقت نجم المنتخب وأحد أفضل لاعبي العالم وقتها مايكل لاودروب رفض السفر مع المنتخب، عشان تكمل، المنتخب مش جاهز وكمان من غير أهم لاعب فيه.

منتخب الدنمارك بدأ البطولة زي ما كان متوقع، تعادل قدام إنجلترا وخسارة قدام السويد، وانتظار لخسارة المباراة التالتة من منتخب فرنسا المرشح الأبرز للفوز بالبطولة بقيادة ميشيل بلاتيني.. لكن قبل ماتش فرنسا، بتحصل حكاية سينمائية جميلة.

كيم فيلفورت مهاجم الدنمارك بيتلقى اتصال تليفوني من زوجته بتبلغه فيها إن حالة بنته المريضة بسرطان الدم بقت أكتر سوءًا، عشان يسيبهم فيلفورت ويسافر الدنمارك لبنته، لكن يقولهم لو قدرتوا تكسبوا فرنسا أنا هطمن على حالة بنتي ولو لقيتها مطمئنة خلال الأيام الجاية هرجع أكمل معاكم البطولة.

لعيبة الدنمارك اتشحنوا عاطفيًا ونزلوا قدام سخرية لاعبي منتخب فرنسا في الممر قبل الماتش زي الأسود وقدروا يكسبوا ويصعدوا في مفاجأة كبيرة جدًا للكل، عشان ينفذ فيلفورت وعده ويطمن على بنته ويرجع يكمل البطولة.

الدنمارك بتكمل البطولة، بتلاعب هولندا في نص النهائي، بتحقق المفاجأة وبتصعد للنهائي، وبتلاعب ألمانيا وبتحقق المفاجأة وبتكسب 2/0 وبتتوج بالبطولة للمرة الأولى والأخيرة في تاريخها في مفاجأة مدوية، لمنتخب أصلًا مكانش منتظر إنه يشارك في البطولة لحد 3 أيام بس قبل انطلاقها.. وقبل ما نختم.. زي ما توقعت، فيلفورت سجل هدف من هدفين النهائي، عشان يهدي بنته والشعب الدنماركي كله أعظم نهاية سينمائية ممكن تشهدها الكورة.

في 1992 "من أجل فيلفورت" كان الشعار الأهم للعيبة الدنمارك عشان يكملوا الحلم المستحيل، وفي 2021، كريستيان إريكسن بيتوقف قلبه في الملعب، بيموت لدقائق قبل العودة للحياة زي ما قال طبيب المنتخب، لعيبة الدنمارك بتنهار، لكن بعد الاطمئنان على حالة إريكسن بلغهم بنفسه إنهم لازم يكملوا البطولة من أجل الدنمارك وإنه هيفضل داعم ومساعد ليهم لآخر نفس، والنتيجة؟ الدنمارك بتحقق تأهل تاريخي بعد خسارتين في أول مباراتين ليهم.

"من أجل فيلفورت" و "من أجل إريكسن".. حكايتين أجمل من بعض في نفس البلد، والفرق ما بينهم 29 سنة كاملين.. ولمثل هذه الأشياء نحب كرة القدم والله.