دي ماريا صانع بهجة الأرجنتين وقائد أوركسترا راقضي التانجو

بقلم / يوسف حمدي


صيف 2008، ذهبية بكين 2008، صيف 2021، لقب كوبا أمريكا، نفس الشخص، نفس اللوب، نفس الذكاء والبراعة، وبينهم مسيرة لأحد أكتر اللعيبة الأندريتد اللي شهدتهم كرة القدم تقريبًا، أنخيل دي ماريا.


دي ماريا هو واحد من أكتر لعيبة جيله وما بعد جيله مرونة وأكترهم تطويعًا بين المراكز ووعي بواجباته في كل مركز لعب فيه، بداية من الجناح الأيمن التقليدي اللي بيستخدم مهارته في الدخول للعمق مرورًا باللعب في وسط الملعب مع أنشيلوتي كتالت وسط وجناح شمال أحيانًا وما بين كل دا بأدوار مركبة ومراكز غير محددة في أوقات تانية.


مع ريال مدريد، كان جناح مميز، وكان ممكن يكون خارق لولا الإصابات اللي عطّلته كتير في فترة مورينيو، ومع أنشيلوتي، كان أهم لاعب في منظومة ريال مدريد على الإطلاق كتالت وسط ملعب، وأهم لاعب في موسم العاشرة 2014 ونقطة تحول الموسم بلا مبالغة بعد ما اتغير مركزه في نص الموسم، ولو أنشيلوتي مدرب بيفرض شروطه كان استقال يوم الاستغناء عن دي ماريا بالليل، لإنه كان المحرك الأول في منظومة التحولات اللي قدمت نص موسم استثنائي. 


خطوة الانتقال لمانشستر يونايتد مكانتش موفقة، وزادت من مساحة كارهيه إلى حد ما، والرحيل عن ريال مدريد بسبب عدم تقديره ماديًا خلاه ياخد خطوة لورا ويروح باريس بعيدًا عن الضغوط، وهناك عمل مسيرة بأرقام استثنائية على مستوى الصناعة والمساهمة في الأهداف، وبأداء يقترب من الكمال في أحيان كتير، ولاعب طيّع مع أي مدرب وفي أي مكان، كجندي مجهول بس غير خفي، معادلة صعبة ومعقدة جدًا محدش عارف ازاي لحد النهاردة كان دي ماريا بطلها طول مسيرته.


كإمكانيات وكنجاحات اتحققت بالفعل دي ماريا واحد من أفضل لاعبي جيله، ولو كانت الكورة لازم تنصف ميسي فهو واحد من المدينين للكورة بالإنصاف، وتسجيله لهدف النهائي بنفس الطريقة اللي سجل بيها من 13 سنة هدف الذهبية الأولمبية مش صدفة أبدًا، وإنما تتويج لمسيرة اتعطلت كتير واتظلمت كتير، فأنتجت لاعب هيظل أندريتد حتى لو خد شوية أضواء، لإننا كلنا واثقين إنها يومين وهتختفي زي ما الشواهد بتقول.


في حب أنخيل دي ماريا، أحد أفضل المهمشين في الأرض على الإطلاق.

إرسال تعليق

0 تعليقات