حكايات كروية || " معذره هل لديك سيجاره ؟؟ " .. قصة نهاية حياة مشجع بدأت بهذا السؤال

" Scusa , hai una sigaretta ?? "

  " معذره , هل لديك سيجاره ؟؟ .

ليس رواية أو عنوان لفيلم ، هي قصة حقيقية لجريمة بدأت بهذا السـؤال .

4 يونيو 1989 

عقارب الساعة في محطة القطار المركزية في ميلانـو تشير إلى 8:30 صبـاحاّ ، يصل قطار من العاصمة روما يحمل على متنه 40 مشجعاً لألترس كومندوس روما ، نزل الشاب أنطونيو دي فالكي ، 18 عامًا ، لتوه مع 3 من أصدقاءه .

قرر الأصدقاء الأربعة الانفصال عن المجموعة و الذهاب للتجول قليلا في ميلانو وبعدها السير إلى السان سيرو ، لشراء التذاكر وحضور مباراة ، ميلان _ روما التى تبدء في الساعة 16:00

في حدود الساعة 11:35 وصلوا إلى ضاحية سان سيرو أولاً ، قاموا بإخفاء أوشحة الجيالوروسي لإخفاء الهوية ، ثم التوجه نحو الملعب لأقتناء التذاكر ، وفي الطريق إلى المدرج رقم 16 يصادفون شخصًا يطلب منهم  سيجارة !!

" Scusa , hai una sigaretta ?? "

  " معذره , هل لديك سيجاره ؟؟ .

كان ردهم .." آسفون  نحن لاندخن !! "

ثم يسألهم  : " كم هي الساعة الآن !! "

" منتصف النهار إلا خمس دقائق !! "

يلاحظ الشاب الميلاني ، اللهجة الرومانية الواضحة لأنطونيو وأصدقائه .. أنتم رومانيستا أيها الأوغاد ..

سرعان ما يحيط بهم ثلاثون شخصًا ، ويبدأ أنطونيو وأصدقاءه الـ 3 في الجري ، يلاحقهم 30 شخص ، يتعثر أنطونيو ويسقط ارضاً ، وهنا يصل انصار ميلان ..

30 شخصًا يقومون بضرب وركل أنطونيو ، دقيقة واحدة  وتصل الشرطة ، المعتدون قاموا بالفرار ، يحاول أنطونيو النهوض ، لكن لديه الكثير من المتاعب ، خاصة في التنفس ، يسقط على الأرض مرة آخرى .. حاول الشرطي التدليك لإنعاش القلب ، لكن دون جدوى.

وصلت سيارة الإسعاف ، لكن عند وصوله إلى مستشفى سان كارلو ، كان أنطونيو .. للأسف قد فارق الحياة

يكشف تشريح جثة أنطونيو أن الوفاة ناجمة عن نوبة قلبية ، اعتقلت الشرطة 3  أشخاص : 

دانييلي فورماجيا (29 عامًا) أحد قادة مجموعة براساتو ، و لوكا بولاندا (20 عامًا) وأنطونيو لاميراندا (21 سنة).

 حُكم على لوكا بولاندا بالسجن 7 سنوات لكنه نال حريته  بشروط وغرامة كتعويض ولم يقم في السجن إلا ساعات معدودة فقط و دانييل فورماجيا وأنطونيو لاميراندا ، أُطلق سراحهما بسبب نقص الأدلة

أقيمت الجنازة في 7 يونيو 1989 في كنيسة سان جيوفاني ليوناردي ، في توري مورا ، أمام أكثر من 10000 شخص ، وحضر الجنازة رئيس نادي روما آنذاك دينو فيولا ، واللاعب جيانيني ، وبيروزي ، ونيلا ، وكل فريق AS روما بريمافيرا في ذلك الوقت ، إلى جانب والدة أنطونيو والتي  صرحت على الصفحة الأولى من جريدة "La Reppublica" :

 "هل هذه عدالة؟ إنه أمر مثير للاشمئزاز! لا أحد يستطيع أن يعيد لي أبني أنطونيو المسكين 💔😭 

بعد هذه القضية المأساوية ، يتم حل أعضاء Commando Ultrà ، لتبدء بريغاتا انطونيو دي فالكي  حاضرة في كل مباراة الجيالوروسي مع شعارها الشهير ..

( أنتم سيئين السمعة )  .